قضت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار مصطفى
حسن عبد الله اليوم الأربعاء باجماع آراء مستشاريها وبعد موافقة الدكتور
على جمعة مفتى الجمهورية، بإعدام المتهم محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي (20
عاما ) شنقا بعد إدانته بقتل هبة إبراهيم العقاد، ابنة المطربة المغربية
ليلى غفران، وصديقتها نادين خالد جمال الدين، أواخر شهر نوفمبر/تشرين
الثاني من العام الماضي في مسكن الأخيرة في مدينة الشيخ زايد (جنوب غرب
القاهرة).
كانت المحكمة قررت في 15 أبريل/نيسان الماضي، بإجماع آراء
قضاتها، إحالة أوراق عيساوي على مفتي الديار المصرية للتصديق على حكم
إعدامه، لإدانته بارتكاب جريمة قتل الفتاتين بوحشية، مقترنة بجريمة
سرقتهما.
وتعود أحداث القضية إلى 26 نوفمبر/تشرين التاني من العام
الماضي عندما تم العثور على جثتي الضحيتين داخل شقة نادين بحي الندى في
مدينة الشيخ زايد، وبعد ستة أيام ألقت أجهزة الأمن القبض على عيساوي
واستمرت التحقيقات معه لأكثر من شهرين شهدت خلالهما العديد من التفاصيل
والروايات المثيرة حول الضحيتين.
احالة العيساوي للمحاكمة الجنائية
وكان
النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قد قرر فى أوائل شهر يناير/كانون
الثاني الماضي إحالة العيساوي للمحاكمة الجنائية فى ضوء اعترافه التفصيلي
أمام النيابة العامة بإرتكاب الجريمة، وقيامه بمعاينة تصويرية توضح كيفية
ارتكابه للجريمة بعد أن أختبأ للضحيتين ثم دخل إلى الفيلا التى كانتا
متواجدتين بداخلها بحي الندى بمدينة الشيخ زايد بمحافظة السادس من أكتوبر،
حيث قام بقتلهما وسرقة تليفوني محمول ومبلغ 400 جنيه.
وأوضحت تحقيقات
النيابة العامة في القضية أنه من بين الأدلة المادية على ارتكاب المتهم
للجريمة، أن النيابة في بدء مباشرتها للتحقيق مع المتهم تبين لها وجود دماء
على الفانلة الداخلية الخاصة بالمتهم، فقامت بتحريزها وإرسالها إلى الطب
الشرعي الذى أثبت وجود تلوثات دموية من الخلف تطابقت مع البصمة الوراثية
للمتهم إثر لدغه ببرغوث، وهو ما أكد أن هذه الفانلة خاصة به وأنه ارتداها
أثناء ارتكابه للجريمة.
كما كشف المعمل الجنائي أن عينة الدماء التى عثر
عليها على السور الداخلي للحديقة المطلة على الفيلا مسرح الجريمة وعلى فرع
الشجرة المجاورة للفيلا هى دماء المتهم وليس سواه.
الادلة على
ارتكاب المتهم للجريمة
وجاء من بين الأدلة على ارتكاب المتهم للجريمة
أيضا أن والد نادين كان قد أبلغ النيابة بأن الهاتف المفقود الخاص بابنته
ماركة نوكيا 1200 فضى اللون، وأن نادين كانت تستخدمه على خط اتصالات شركة
زين السعودية، وأعطى النيابة الرقم المسلسل الخاص بالهاتف والذى تم من
خلاله تتبع الهاتف حيث تم الكشف عن ان مستخدمه يدعى محمد درغام، وأنه
استخدم الشريحة الخاصة برقمه من داخله، حيث تم القبض عليه واعترف بأنه أخذ
الهاتف المحمول من المتهم محمود عيساوي مساء يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني
الماضى وهو ذات يوم ارتكاب الجريمة.
وبحسب القانون المصري، فإن رأي
المفتي يعد استشاريا وليس ملزما، ويحق للمحكمة في حالة عدم تلقيها ردا من
المفتي خلال 10 أيام، أو رفضه للعقوبة بحق أحد المتهمين، أن تقضي بعقوبة
الإعدام، فيما يصبح أمام المدان أن يطعن على الحكم بإعدامه أمام محكمة
النقض (أعلى سلطة قضائية مصرية) التي إما أن تؤيد حكم محكمة الجنايات فيصبح
الحكم نهائيا، ولا يتبقى سوى تحديد ميعاد لتنفيذه بحق المتهم، أو أن تقضي
المحكمة بإعادة محاكمته مرة أخرى أمام دائرة محاكمة جنائية أخرى لوجود خطأ
أو عوار قانوني، ليتم نظر القضية من جديد حتى يصدر فيها حكم جديد.
وهذه
هي صورة القاتل